هل شعرت يومًا بضيق في التنفس أو تعب شديد عند بذل مجهود بسيط؟ قد تكون هذه الأعراض إشارة إلى مشكلة في القلب مثل ضيق الشريان الأورطي، وهو مرض يؤثر في تدفق الدم من القلب إلى باقي الجسم، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تضر بحياة المصاب بصورة كبيرة.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز أعراض ضيق الشريان الأورطي وأهميتها في التشخيص المبكر.
نبذة عن الشريان الأورطي
الشريان الأورطي هو أكبر شريان في جسم الإنسان، ويُعد القناة الرئيسية التي تنقل الدم المؤكسد من القلب إلى جميع أنحاء الجسم، إذ يتدفق الدم من البطين الأيسر للقلب إلى الشريان الأورطي، والذي يتفرع لاحقًا إلى شرايين أصغر تغذي الأعضاء والأنسجة، ويتميز هذا الشريان بقوته ومرونته التي تتيح له تحمل ضغط الدم الناتج عن ضخ القلب.
في بعض الحالات، قد يواجه الشريان الأورطي مشكلة تضيق تعيق تدفق الدم بسلاسة، ويحدث ذلك نتيجة تكلس الصمام مع التقدم في العمر أو بسبب عيوب خلقية، ويؤدي إلى وضع عبء إضافي على القلب وظهور أعراض ضيق الشريان الأورطي.
ما هي أعراض ضيق الشريان الأورطي؟
تُعد أعراض ضيق الشريان الأورطي من العلامات التحذيرية التي تنبه المريض لوجود مشكلة تستدعي التدخل الطبي، وتتفاوت هذه الأعراض في شدتها من شخص لآخر وتعتمد بصورة كبيرة على درجة تضيق الشريان ومدى تأثيره في تدفق الدم.
ومن أبرز أعراض ضيق الشريان الأورطي:
ضيق التنفس
ضيق التنفس من أولى الأعراض ظهورًا، خاصة في أثناء ممارسة الأنشطة البدنية البسيطة وعند الاستلقاء، ويجد المريض صعوبة في التنفس نتيجة نقص تدفق الدم المؤكسد إلى الجسم.
ألم الصدر
ويُعرف بالذبحة الصدرية، ويُعد من أعراض ضيق الشريان الأورطي المتقدم، ويحدث هذا الألم بسبب نقص التروية الدموية لعضلة القلب -مما يؤدي إلى الشعور بالضغط أو الثقل في منطقة الصدر- وقد يمتد إلى الذراعين أو الرقبة.
الإغماء
يظهر الإغماء المرتبط بضيق الشريان فجأة خاصة في أثناء النشاط البدني، ويحدث نتيجة نقص تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان الوعي لفترة قصيرة.
التعب والإرهاق المزمن
يعاني المصابون بضيق الشريان الأورطي تعبًا مستمرًا، حتى بعد القيام بأبسط الأنشطة، وينتج هذا عن عدم قدرة القلب على ضخ كمية كافية من الدم لتلبية احتياجات الجسم من الأكسجين والطاقة.
عدم انتظام ضربات القلب
يشعر بعض المرضى بنبضات قلب غير منتظمة أو سريعة جراء الجهد الذي يبذله القلب لتعويض النقص في تدفق الدم.
تورم الأطراف السفلية
في الحالات المتقدمة من ضيق الشريان الأورطي، قد يظهر تورم في الكاحلين والقدمين نتيجة تراكم السوائل التابع لنقص تدفق الدم المؤكسد إلى الأطراف.
من المهم عدم تجاهل أي من هذه الأعراض واستشارة الطبيب فور ملاحظتها، لأن الكشف المبكر يمكن أن يسهم في إيقاف تطور المرض إلى مراحل أكثر خطورة.
وسائل تشخيص ضيق الشريان الأورطي
يُشخص أي دكتور قلب متخصص ضيق الشريان الأورطي باستخدام عدة طرق، منها:
- الفحص السريري للاستماع إلى نبضات القلب غير الطبيعية.
- تخطيط صدى القلب (الإيكو) لتقييم حجم الصمام وتدفق الدم.
- اختبارات الجهد لتحديد مدى تأثير المرض في نشاط المريض.
- القسطرة القلبية، وتُستخدم في بعض الحالات لتحديد شدة التضيق.
ومن خلال التشخيص الدقيق لضيق الشريان يحدد الطبيب الخيارات العلاجية المناسبة التي تسهم في تحسين حالة المريض.
كيفية تخفيف أعراض ضيق الشريان الأورطي
يعتمد علاج ضيق الشريان الأورطي على شدة الأعراض ودرجة التضيق التي يعانيها المريض، كما يلي:
- ففي الحالات البسيطة أو المتوسطة، قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض مع الالتزام بالمراقبة المنتظمة من خلال الفحوصات الدورية.
- أما في الحالات الشديدة التي يعيق فيها التضيق تدفق الدم بصورة كبيرة، قد يكون التدخل الجراحي هو الخيار الأمثل وتتطلب هذه الخطوة استشارة طبيب مختص في جراحات القلب والشرايين لتقييم الحالة واختيار الإجراء المناسب بجراحات الشريان الاورطي، مثل توسيع الشريان بالدعامات أو الخضوع لجراحة مجازاة الشريان.
في النهاية، إذا كنت تعاني أيًا من أعراض ضيق الشريان الأورطي السابقة، فمن المهم زيارة أفضل دكتور قلب للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاجية مناسبة.
تواصل الآن مع الدكتور هشام القاضي دكتور جراحة القلب والصدر– لتحديد موعد أو الاستفسار عن الخدمات الطبية المتخصصة.