انسداد الشريان التاجي من المشكلات الصحية الشائعة والخطيرة التي تحدث بسبب تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشريان، ما يؤدي إلى تضييقه وتقليل تدفق الدم إلى عضلة القلب أو توقفها في المراحل المتقدمة من الانسداد.
وحرصًا عليكم من الوصول لهذه المراحل، خصصنا مقالنا اليوم لاستعراض أعراض انسداد الشريان التاجي وكيفية تشخيصه.
أعراض انسداد الشريان التاجي
تتباين أعراض انسداد الشريان التاجي بناءًا على عدة عوامل، منها مدى انسداد الشريان وتأثيره في تدفق الدم، وقد تتراوح بين أعراض خفيفة وغير ملحوظة إلى أعراض شديدة وخطيرة، وتشمل ما يلي:
الذبحة الصدرية
تُوصف الذبحة الصدرية بأنها ألم أو ضغط شديد في الصدر، وإحساس بالحرقان قد يمتد إلى الكتف أو الذراع الأيسر أو الرقبة أو الفك، أو حتى الظهر.
وعادةً ما يظهر الألم في أثناء النشاط البدني والتوتر ويزول بالراحة أو بعد تناول الأدوية الموصوفة، مثل النيتروجلسرين.
ضيق التنفس
يشعر المرضى بصعوبة في التنفس أو عدم القدرة على أخذ نفس عميق، خاصةً في أثناء أداء الأنشطة اليومية البسيطة أو حتى عند الاستلقاء.
الإرهاق والتعب الشديد
يُعدّ الشعور الدائم بالتعب والإرهاق غير المرتبط بمجهود بدني كبير أحد أعراض انسداد الشريان التاجي الشائعة، ويحدث ذلك جراء انخفاض تدفق الدم إلى القلب وضعف إمدادات الطاقة للجسم.
التعرق البارد
يُعد التعرّق المفرط والمفاجئ دونَ سبب واضح، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو النشاط البدني استجابة من الجسم للإجهاد الناجم عن نقص تدفق الدم إلى القلب، وهو علامة تحذيرية تدل على الإصابة بمشكلة قلبية خطيرة.
الغثيان والقيء
قد يشعر المرضى بغثيان يُصاحبه قيء جرّاء انخفاض تدفق الدم إلى الأجهزة الأخرى، مثل الجهاز الهضمي، ويُلاحظ ذلك بصورة أكبر لدى النساء عند حدوث النوبات القلبية.
الدوار والإغماء
الشعور بالدوار أو الدوخة الذي قد يؤدي إلى فقدان الوعي من أبرز أعراض انسداد الشريان التاجي، ويحدث ذلك نتيجة انخفاض معدل الدم المتدفق إلى الدماغ، وننوّه على أنه إذا كان الدوار مصحوبًا بألم في الصدر أو ضيق في التنفس، فيجب استشارة الطبيب فورًا.
اضطراب ضربات القلب
قد يشعر المريض بخفقان -نبض سريع- غير منتظم في القلب، لأن نقص الأكسجين الذي يحمله الدم إلى عضلة القلب يمكن أن يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الإشارات الكهربائية به، مما يسبب تغييرات في معدل ضرباته.
ننوّه على أن شدة أعراض انسداد الشريان التاجي قد تكون أقل وضوحًا لدى مرضى السكري أو كبار السن بسبب تأثير هذه الحالات في الإحساس بالألم.
وننصح باستشارة دكتور قلب إن كنت تُعاني أيًا من الأعراض السابقة، لأن هذا قد يمنع تفاقم الحالة ويحافظ على صحة قلبك.
كيف يُشخّص انسداد الشريان التاجي؟
يتطلب تشخيص انسداد الشريان التاجي التقييم الدقيق للأعراض والخضوع لمجموعة من الفحوصات؛ لتحديد مدى تأثير الانسداد في معدل تدفق الدم، وتشمل هذه الفحوصات ما يلي:
- الفحص السريري: يبدأ الطبيب بالسؤال عن الأعراض والتاريخ المرضي، مثل الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول.
- رسم القلب الكهربائي (ECG): يُستخدم هذا الاختبار لتقييم النشاط الكهربائي للقلب واكتشاف أي علامات غير طبيعية تشير إلى انسداد الشرايين.
- الأشعة السينية: تساعد على اكتشاف أي تغيرات في حجم القلب أو مشكلات في الأوعية الدموية.
- تصوير الشرايين التاجية عبر القسطرة: يُعد هذا الاختبار الأكثر دقة لتشخيص انسداد الشريان التاجي، إذ تُدخل قسطرة عبر شريان الفخذ أو الرسغ وتوجه إلى الشرايين التاجية التي تُحقن بصبغة تظهر في الأشعة السينية؛ لتحديد موقع وحجم الانسداد.
- اختبار الدم: يُجرى لقياس مستويات الإنزيمات القلبية -مثل التروبونين- التي ترتفع عند حدوث تلف في عضلة القلب بسبب انخفاض معدل الدم المتدفق إليها.
متى يجب استشارة الطبيب بشأن أعراض انسداد الشريان التاجي؟
يجب عليك مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت الأعراض التالية، فقد تُشير إلى تفاقم انسداد الشريان التاجي:
- ألم شديد في الصدر يستمر لأكثر من بضع دقائق أو يتكرر.
- ضيق في التنفس بصورة مفاجئة.
- غثيان.
- تعرق شديد دونَ سبب واضح.
- دوخة أو إغماء.
وفي الختام، ننصحك إن بدت عليك أعراض انسداد الشريان التاجي باستشارة دكتور هشام القاضي -أفضل دكتور قلب- المتخصص في جراحات القلب والصدر بالتدخل المحدود والقلب النابض.