تُعدّ جراحة قلب الأطفال من أكثر التخصصات الطبية حساسية ودقة، إذ تهدف إلى علاج مشكلات القلب لدى الأطفال منذ الولادة وحتى المراحل العمرية المبكرة.
ورُغم أن كلمة “جراحة” قد تثير القلق لدى الأهل، إلا أن التقدم الطبي جعل جراحة قلب الأطفال أكثر أمانًا وكفاءة، مما ساهم في إنقاذ حياة عديد من الأطفال وتحسين جودة حياتهم كثيرًا.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كل ما يتعلق بهذه الجراحة، بدءًا من الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي مرورًا بخطوات العملية، وصولًا إلى أهم التوجيهات بعد الجراحة.
لم تُجرى جراحة قلب الأطفال؟
تُستخدم جراحة قلب الأطفال لعلاج المشكلات القلبية التي تؤثر في صحة الطفل وحياته، سواءًا كانت عيوب خلقية في القلب موجودة منذ الولادة أو مشكلات مكتسبة تؤثر في أداء القلب.
وتشمل الأهداف الأساسية لهذه الجراحة ما يلي:
- تصحيح العيوب الخلقية في القلب مثل علاج ثقب القلب وعلاج مشاكل صمامات القلب لضمان تدفق الدم بصورة طبيعية.
- تحسين وظائف القلب من خلال إصلاح الأنسجة والأوعية الدموية المتضررة، مما يساعد القلب على العمل بكفاءة أعلى.
- الوقاية من المضاعفات المستقبلية مثل ضعف عضلة القلب وعدم انتظام ضربات القلب.
كما تساعد هذه الجراحة على تعزيز النشاط البدني لمرضى القلب من الأطفال، وتحسين قدرتهم على النمو والتطور بصورة طبيعية مقارنة بأقرانهم الأصحاء.
كم العمر المناسب لإجراء جراحة قلب الأطفال؟
يعتمد توقيت جراحة القلب على الحالة الصحية للطفل ونوع العيب القلبي، ففي بعض الحالات الحرجة، قد تُجرى الجراحة في الأيام أو الأسابيع الأولى من عمر الطفل، كما هو الحال في العيوب الخلقية التي تهدد حياة الرضيع.
أما في حالات أخرى، قد تُؤجل الجراحة إلى أن يكبر الطفل قليلًا ويكتسب وزنًا مناسبًا، لزيادة فرص نجاح العملية.
كيفية تجهيز الطفل لجراحة القلب
الاستعداد لجراحة قلب الأطفال يبدأ بتقييم طبي شامل يضم اختبارات الدم ورسم القلب، وبعض الأشعة لتحديد الحالة بدقة.
كما يتلقى الأهل تعليمات حول التغذية المناسبة والأدوية الواجب تجنبها قبل العملية، لذا ينبغي عليهم التواصل مع الفريق الطبي والاستفسار عن جميع الاستعدادات المطلوبة.
خطوات جراحة قلب الأطفال
تختلف طبيعة الإجراء الجراحي من حالة لأخرى، ولكن بصورة عامة تتضمن الخطوات الأساسية ما يلي:
- التخدير: يخضع الطفل للتخدير العام حتى لا يشعر بأي ألم خلال العملية.
- إجراء الشق الجراحي: يفتح الطبيب شقوق صغيرة لا تزيد عن 2 سنتيمتر في منطقة الصدر أو حول القلب.
- استخدام المنظار الجراحي: يُدخل الطبيب كاميرا صغيرة (منظار) من خلال أحد الشقوق لمتابعة العملية بدقة، بينما يُدخل باقي الأدوات الجراحية عبر الشقوق الأخرى.
- إصلاح المشكلة القلبية: يُجري الطبيب العملية المطلوبة سواء كانت إصلاح أو استبدال صمامات القلب أو إصلاح الأوعية الدموية أو علاج ثقب القلب أو غيرهم.
- إغلاق الجروح: يُزيل الطبيب الأدوات الجراحية ويغلق الشقوق بعناية.
كم تستغرق جراحة قلب الأطفال؟
تختلف مدة الجراحة على حسب نوع العملية ومدى تعقيد الحالة، ولكن غالبًا ما تتراوح ما بين 3 إلى 6 ساعات، وهي مدة قصيرة مقارنة بالتقنيات الجراحية القديمة التي كانت تستغرق وقتًا أطول من ذلك بكثير.
هل جراحة قلب الأطفال آمنة؟
بفضل التقدم التكنولوجي والمهارات الطبية العالية، أصبحت جراحة قلب الأطفال آمنة بدرجة كبيرة.
ولكن كما هو الحال في أي إجراء جراحي، قد تحمل العملية بعض المخاطر مثل العدوى والنزيف، إلا أن اختيار طبيب متخصص وذو خبرة في هذه الجراحة، يقلل احتمالية حدوث مخاطر ويضمن أعلى معدلات النجاح.
ويُعد الدكتور هشام القاضي -دكتور جراحة القلب والصدر- من أبرز جراحيّ القلب في مصر، إذ يمتلك خبرة واسعة في إجراء جراحات القلب للأطفال باستخدام أحدث التقنيات الطبية.
أهم التوجيهات الطبية بعد جراحة قلب الأطفال
تُعد فترة التعافي بعد جراحة قلب الأطفال مرحلة حساسة تتطلب عناية خاصة، لذا يُنصح في هذه الفترة بما يلي:
- الالتزام بالأدوية الموصوفة بدقة لضمان شفاء القلب والتقليل من فرص حدوث عدوى.
- تقليل النشاط البدني المرهق خلال الفترة التي يحددها الطبيب.
- الالتزام بمواعيد الفحوصات الدورية لتقييم وظائف القلب.
- تقديم تغذية متوازنة تعزز مناعة الطفل وتسهم في التعافي السريع.
- مراقبة أي أعراض غير طبيعية مثل الحمى أو تغير لون الجلد، والتواصل مع الطبيب فورًا عند ظهورها
اقرا ايضا عن:التشوهات والعيوب التكوينية في القلب
هل تؤثر جراحة القلب في نمو الطفل؟
في معظم الحالات، لا تؤثر الجراحة سلبًا في نمو الطفل، بل بالعكس تساعده على العيش بصحة أفضل والتطور بصورة طبيعية وصحية.
تُعد جراحة قلب الأطفال أمرًا حيويًا، إذ تُسهم في تحسين حياة الأطفال المصابين بعيوب أو أمراض قلبية، وقد جعل التقدم الطبي هذه العمليات أكثر أمانًا وفعالية، مما يمنح الأهالي الأمل في مستقبل صحي لأطفالهم.
وتبقى الخطوة الأهم دائمًا هي اختيار الطبيب المناسب لهذه العملية، لذا نوصي بزيارة الدكتور هشام القاضي لضمان إجراء العملية باحترافية والحصول على أفضل رعاية ممكنة لأطفالكم.
