جراحات الصدر أحد التدخلات الطبية لعلاج الأمراض التي تصيب الرئتين والغشاء البلوري، وتهدف إلى تحسين وظائف الجهاز التنفسي وعلاج الحالات المزمنة أو الخطيرة مثل الأورام والالتهابات، ليستعيد المريض حياته الطبيعية في أقرب وقت.
في هذا المقال، نستعرض أهم أنواع جراحات الصدر وأسباب اللجوء إليها والمخاطر المرتبطة بها.
أنواع جراحات الصدر المختلفة
تهدف جراحات الصدر إلى تحسين وظائف الجهاز التنفسي وعلاج الأمراض المزمنة التي قد تؤثر في حياة المرضى، ومن أنواعها:
جراحات الرئة
تشمل هذه العمليات التدخل الجراحي لعلاج أمراض الرئة المختلفة، مثل السرطان أو الالتهابات المزمنة، ومن أبرزها جراحات استئصال فص من الرئة التي تجرى لعلاج أورام الرئة أو الالتهابات الشديدة التي تؤثر في فص محدد، وتتضمن إزالة الفص المصاب مع الحفاظ على الأجزاء السليمة من الرئة لضمان استمرار التنفس الطبيعي.
جراحات الغشاء البلوري
من العمليات الشائعة لعلاج أمراض الغشاء البلوري (الذي يحيط بالرئتين) الناتجة عن الالتهابات الشديدة أو الأورام ومنها جراحة “تقشير الغشاء البلوري” لعلاج حالات مثل الانصباب البلوري المزمن أو الالتهابات الناتجة عن التهابات بكتيرية. وفيها يُزال الغشاء البلوري المتليف الذي يعيق حركة الرئة.
جراحة القصبة الهوائية
تُعد من العمليات الدقيقة التي تُجرى لعلاج انسداد أو تضيق القصبة الهوائية الناتج عن إصابات أو أمراض مثل الأورام، وتشمل إزالة الأجزاء المتضررة من القصبة الهوائية وإعادة توصيل الأجزاء السليمة، ومن ثم استعادة مجرى التنفس الطبيعي.
جراحات تنظير الصدر
أحد التقنيات طفيفة التوغل المستخدمة للتشخيص والعلاج، مثل إزالة العقيدات أو أخذ عينات من الرئة.
ويظل التشخيص المبكر والتخطيط الجراحي الدقيق عنصرين أساسيين لتحقيق أفضل النتائج وضمان التعافي الكامل.
متى يُوصى بجراحات الصدر؟
تختلف أسباب اللجوء إلى جراحات الصدر بناءً على طبيعة المرض ومدى تأثيره في حياة المريض، ومن بين الأسباب الأكثر شيوعًا لإجراء هذا النوع من الجراحات:
- أورام الرئة أو المريء: تُجرى جراحات الصدر لاستئصال الأورام الحميدة أو الخبيثة التي قد تؤثر في التنفس أو تسبب انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- أمراض الغشاء البلوري: مثل التليفات أو الالتصاقات التي تؤثر في حركة الرئة الطبيعية وتسبب صعوبة التنفس.
- أمراض القصبة الهوائية: تُجرى الجراحة لإزالة الأجزاء المتضررة وإعادة تدفق الهواء الطبيعي، في حالات تضيق أو انسداد القصبة الهوائية الناجم عن الالتهابات، الحوادث أو الأورام.
- مشكلات صحية أخرى: مثل تشوهات جدار الصدر أو الحجاب الحاجز التي تعيق التنفس أو تؤثر في استقرار القفص الصدري، ما يتطلب التدخل الجراحي لتصحيحها.
تلعب جراحة الصدر دورًا حيويًا في علاج الحالات الحرجة، مما يمنح المرضى فرصة للشفاء واستعادة الحياة الطبيعية
أقرا المزيد عن: عملية استئصال أورام من القلب بالمنظار
التقنيات الحديثة المستخدمة في جراحات الصدر المختلفة
شهدت هذه الجراحات تطورًا كبيرًا بفضل التقدم التكنولوجي، مما ساهم في تحسين دقة العمليات الجراحية وتقليل المخاطر المصاحبة لها. وتُستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات الحديثة التي تتيح للطبيب إجراء التدخلات الجراحية بأمان وكفاءة، ومنها:
الجراحة المفتوحة التقليدية
تُعد الخيار الأساسي في الحالات المعقدة التي يصعب علاجها بوسائل أخرى، مثل الأورام الكبيرة أو حالات الطوارئ التي تتطلب استئصالًا سريعًا للأجزاء المصابة، وعلى الرغم من كونها أكثر توغلًا، فإنها توفر وصول أفضل إلى الأعضاء الداخلية، مما يجعلها فعالة في الحالات التي تحتاج إلى تدخل شامل.
الجراحة طفيفة التوغل
تشمل تقنيات طبية متطورة مثل تنظير الصدر، ويحدث فيها الطبيب شقوقًا صغيرة جدًا مقارنة بالجراحة المفتوحة وتُستخدم هذه التقنية على نطاق واسع في استئصال العقيدات الرئوية أو إصلاح الغشاء البلوري، وتتميز بانخفاض مستوى الألم بعد العملية وسرعة فترة التعافي مقارنة بالجراحة المفتوحة.
فترة التعافي والرعاية بعد الجراحة
تختلف فترة التعافي حسب نوع الجراحة، إذ تستغرق العمليات التقليدية وقتًا أطول مقارنة بالتدخلات الطفيفة التوغل، ويخضع المرضى بعد الجراحة للمراقبة الطبية المكثفة لضمان استقرار حالتهم، ويُركز الطبيب خلال هذه الفترة على العلاج التنفسي لتحسين كفاءة التنفس واستعادة القوة الوظيفية للرئتين بصورة تدريجية.
خلاصة القول، جراحات الصدر المختلفة تُجرى لعلاج أمراض خطيرة، ومع التقدم الطبي أصبحت توفر فرصًا أكبر للشفاء وتحسين حياة المرضى.
تواصل الآن مع الدكتور هشام القاضي ـ دكتور جراحة القلب والصدر- لتحديد موعد أو الاستفسار عن الخدمات الطبية المقدمة.
