الشريان الأورطي هو أكبر شريان في الجسم، ويمتد من القلب إلى جميع أنحاء الجسم ليوزع الدم المحمل بالأوكسجين، ونظرًا لدوره الحيوي وحجمه الكبير فإن أي مشكلة تصيب هذا الشريان قد تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.
وتتطلب جراحات الشريان الأورطي فريقًا طبيًا متخصصًا ومعدات حديثة، كونها أحد أكثر العمليات تعقيدًا في مجال الجراحة الوعائية والقلب، لذا حرصنا اليوم على التحدث عنها باستفاضة فتابع القراءة.
أنواع جراحات الشريان الأورطي المختلفة
يختلف نوع جراحات الشريان الأورطي حسب الحالة المرضية وموقع الإصابة، وتشمل:
الجراحة المفتوحة
تُجرى من خلال فتح الصدر أو البطن للوصول إلى الشريان الأورطي، وتُستخدم غالبًا في الحالات المعقدة، ويُستبدل فيها الجزء المصاب من الشريان بأنبوب صناعي.
إصلاح الشريان الأورطي باستخدام الدعامات
يُعد إجراء أقل توغلًا يدخل من خلاله دعامة داخل الشريان عبر قسطرة، وتُستخدم غالبًا لعلاج تمدد الشريان الأورطي البطني أو الصدري، ويتميز بفترة تعافي أقصر ومضاعفات أقل مقارنة بالجراحة المفتوحة.
الحالات التي تتطلب التدخل الجراحي
تتعدد المشكلات التي قد تصيب الشريان الأورطي وتتطلب تدخلًا جراحيًا لإنقاذ حياة المريض واستعادة تدفق الدم الطبيعي، وفيما يلي نظرة شاملة على أبرز هذه الحالات:
تمدد الشريان الأورطي
يحدث عندما يضعف جدار الشريان ويتوسع بصورة غير طبيعية مما يزيد خطر تمزقه، ويُعد التمزق حالة طارئة قد تؤدي إلى نزيف داخلي شديد ومهدد للحياة، ويُعالج هذا التمدد غالبًا من خلال إصلاح تمدد الشريان الأورطي باستخدام الجراحة المفتوحة أو الدعامات.
انشطار الشريان الأورطي
يتميز بانفصال طبقات جدار الشريان مما يؤدي إلى تسرب الدم بين الطبقات، وينتج عن هذا الانشطار ضعف في تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، وقد يسبب أيضًا انسداد الشريان بصورة جزئية أو كاملة مما يتطلب تدخلاً جراحيًا طارئًا.
انسداد أو تضيق الشريان الأورطي
يحدث نتيجة تصلب الشرايين أو تراكم الدهون، قد يحتاج المريض حينها إلى عمليات توسيع الشريان الأورطي باستخدام الدعامات أو تقنيات أخرى.
التحضيرات الأساسية لجراحات الشريان الأورطي
تُعد التحضيرات لجراحات الشريان الأورطي جزءًا حيويًا من خطة العلاج، لأنها تساهم في تحسين فرص نجاح العملية وتقليل المخاطر المحتملة، وتشمل الخطوات الأساسية للتحضير:
- التقييم الطبي الشامل: تُجرى فحوصات دقيقة لتحديد مدى خطورة الإصابة وموقعها، ويُستخدم تصوير الأوعية الدموية بواسطة الأشعة المقطعية (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI) للحصول على صور دقيقة للشريان الأورطي ومعرفة حجم الضرر.
- الاستقرار العام للحالة الصحية للمريض: يتضمن علاج أي حالات مرضية مصاحبة، مثل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتساهم هذه الإجراءات في تحسين الحالة العامة للمريض وتجعل العملية أكثر أمانًا.
- فهم الخيارات الجراحية المتاحة: بما في ذلك الجراحة المفتوحة أو التدخل باستخدام الدعامات، مع توضيح المخاطر المحتملة وفترة التعافي لضمان اتخاذ قرار مستنير.
وتُمثل هذه التحضيرات مرحلة أساسية لتحسين فرص العلاج وتقليل المضاعفات المحتملة، مما يمهد الطريق نحو استعادة صحة المريض.
المخاطر والمضاعفات المحتملة لجراحات الشريان الأورطي
على الرغم من التطور الكبير في تقنيات جراحات الشريان الأورطي وزيادة معدلات نجاحها، إلا أنها لا تخلو من المخاطر والمضاعفات المحتملة التي قد تحدث في أثناء العملية أو بعدها. وتعتمد خطورة هذه المضاعفات على:
- الحالة الصحية العامة للمريض.
- نوع الجراحة.
- مدى تقدم المشكلة في الشريان الأورطي.
لذلك من المهم أن يكون المرضى على دراية بالمخاطر المحتملة. وفيما يلي أبرز المضاعفات التي قد تصاحب هذه العمليات:
- النزيف خلال أو بعد العملية.
- العدوى.
- انسداد الشريان بسبب الجلطات.
- مضاعفات مرتبطة بالتخدير.
- فشل الأعضاء مثل الكلى بسبب نقص تدفق الدم في أثناء الجراحة.
فترة التعافي والمتابعة
بعد إصلاح تمدد الشريان الأورطي أو علاج انشطار الشريان الأورطي، يحتاج المريض إلى مراقبة دورية للتأكد من نجاح العلاج، وقد تستغرق فترة التعافي في حالة الجراحة المفتوحة عدة أسابيع إلى أشهر، بينما يكون التعافي أسرع في حالة استخدام الدعامات.
خلاصة القول، إن جراحات الشريان الأورطي تمثل تقدمًا كبيرًا في الطب الحديث، وبفضل التكنولوجيا والتقنيات المتطورة أصبحت هذه الجراحات أكثر أمانًا وكفاءة، مما يمنح المرضى فرصًا أفضل للحياة السليمة.
إقرأ أيضا عن : زرع وتوصيل الشراين التاجية
تواصل الآن مع الدكتور هشام القاضي ـ دكتور جراحة القلب والصدر- لتحديد موعد أو للاستفسار عن الخدمات الطبية المتخصصة.